للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العقل والروح والله تعالى يُمدّها بإلهامه، وتوفيقه ذكر ذلك ابن القيم، في الرّوح، ثم اعتمد أن الروح والنفس واحدة، وإنما يختلفان بالصّفات لا بالذّوات، والله تعالى أعلم.

وذكر بعض الصّوفية: أن النّفس هي الأصل في الإنسان، فإذا صقلت بالرياضة والمشاهدة، وأنواع الذكر والتّألّه والفكر صارت روحًا، ثم قد تترقى إلى أن تصير سرّا من أسرار الله تعالى، والله أعلم (١).

تتمة: وممّا ينبغي أن يعلم، أنّ الميّت يعرف من غسله وجهّزه، ويسمع ما يقال فيه وما يقال له، والجنازة مارّة وأن الملائكة تمشي في الجنازة، وأن السماء والأرض والملائكة تبكي على المؤمن إذا مات، وأن الميت يُلقَّنُ ونحن نذكر أدلّة ذلك كلّه.

أخرج الإمام أحمد والطبراني في "الأوسط"، وابن أبي الدنيا والمروزي، عن أبي سعيد الخدري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ الميت يعرف من يغسله ويحمله، ومن يكفنه ومن يدليه في حفرته" (٢).

وأخرج ابن أبي الدنيَا عن مجاهد قال: إذا مات الميّت فمَلكٌ قابضٌ نفسه، فما من شيء إلا وهو يراه عند غسله، وعند حمله،


(١) على ترتيب ن ب.
(٢) رواه الإمام أحمد ٣/ ٣ و ٦٢، والخطيب في "تاريخه" ١٢/ ٢١٢ وفي "موضح أوهام الجمع" ٢/ ٢٦٤، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" ١/ ٢٠٨، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٢/ ٢١، وقال: رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه رجل لم أجد من ترجمه.