للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرج الإمام أحمد في "الزّهد"، عن أمّ الدّرداء قالت: إنَّ الميت إذا وُضع على سريره، فإنّه يُنادي يا أهلاه ويا جيراناه، ويا حملة سريراه، لا تّغرنكم الدّنيا كما غرّتني، ولا تلعبنّ بكم كما لعبت بي، فإنّ أهلي لم يحملوا من وزري شيئا (١).

وأخرج سعيد بن منصور: إن الملائكة لتمشي أمام الجنازة، ويقولون: ما قدّم فلان؟ ويقول الناس: ما ترك فلان؟ وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي الجلد قال: قرأتُ في مسألة داود رَبَّه قال: إلهي ما جزاء من شيّع الجنازة ابتغاء مرضاتك؟ قال: جزاؤه أن تشيّعه الملائكة يوم يموت، وأصلّي على روحه في الأرواح (٢).

وأخرجه ابن عساكر عن ابن مسعود مرفوعًا، ولفظه: أن داود قال: إلهي ما جزاء من شيع ميتًا إلى قبره ابتغاء مرضاتك؟ قال: جزاؤه أن تشيّعه ملائكتي، فتصلّي على روحه في الأرواح (٣).

وأخرج أبو نعيم، وأبو يعلى، وابن أبي الدنيا، وابن أبي حاتم، عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من إنسان إلّا وله بابان في السّماء، بابُ يصعد عمله فيه، وباب ينزل منه رزقه، فإذا مات العبدُ المؤمن بكيا عليه" (٤).


(١) رواه البيهقي في "الزهد الكبير" ٢/ ٢٠٢، وهو في "صفة الصفوة" ٤/ ٣٩٦. وروي نحوه عن عمر مرفوعًا كما في "تاريخ جرجان" ص ١٧٨، و"الفردوس" ٤/ ٣١.
(٢) الحلية (٦/ ٥٦).
(٣) الفردوس بمأثور الخطاب (٤٥٥٩) (٣/ ٢٣٩).
(٤) رواه الترمذي (٣٢٥٥)، وأبو يعلى (٤١٣٣)، وفي إسناده ضعف ويقويه ما روي عن ابن عباس موقوفًا: رواه البيهقي في "الشعب" ٣/ ١٨٣، وهو الخبر التالي.