للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرج ابن عساكر، عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: "إذا مات لأحدكم الميت، فأحسنوا كفنه، وعجّلوا إنجاز وصيّته وأعمقوا له في قبره، وجنبوه جار السّوء" قيل: يا رسولَ الله وهل ينفع الجار الصالح في الآخرة؟ قال: "هل ينفع في الدنيا؟ " قالوا: نعم، قال: "كذلك ينفع في الآخرة".

وأخرج الديلمي، من حديث أمّ سلمة مرفوعًا "أحسنوا الكفن ولا تؤذوا موتاكم بعويل، ولا بتأخير وصية، ولا بقطيعة، وعجلوا قضاء دَيْنه، وأعدلوا [] عن جيران السّوء" (١).

وأخرج ابن أبي الدنيا عن عبد الله بن نافع المزني قال: مات رَجلٌ بالمدينة فَدُفن بها فرآه رجلٌ كأنّه من أهل النار، فاغتم لذلك، ثم رآه بعد سابعة أو ثامنة كأنه من أهل الجنة، فسأله قال: دفن معنا رجل من الصالحين، فشفع في أربعين من جيرانه، فكنت فيهم.

الثانية: قال الآجرّي: يستحب الوقوف بعد الدفن قليلًا والدعاء للميت، مستقبل وجهه بالثّبات، فيقال اللهم هذا عبدك، وأنت أعلم به منّا، ولا نعلم منه إلا خيرًا، وقد أجلسته لتسأله، اللهم فثبّته بالقول الثابت في الآخرة، كما ثبّتّه في


(١) الفردوس (٣١٧)، وما بين القوسين في الأصل زيادة "به" وهي غير موجودة في الفردوس.