للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرج الطبراني عن البراء مرفوعًا: "يقال للكافر مَن ربّك فيقول: لا أدري، فهو تلك الساعة أصمّ أعمى أبكم، فيضرب بمرزبة، لو ضُرب بها جبلٌ لصار ترابًا، فيسمعها كلُّ شيءٍ غير الثّقلين"، وقرأ - صلى الله عليه وسلم - {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} [إبراهيم: الآية ٢٧] الآية (١).

وفي رواية لأبي داود (٢): "يأتيه ملكان، فيجلسانه فيقولان له: مَن ربّك؟ فيقول: ربّي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقولان له: وما يدريك؟ فيقول: قرأت كتاب الله تعالى، فآمنت به وصدّقت، فيُنادِي منادٍ من السّماء أن صدق عبدي، فافرشوه من الجنّة، وافتحوا له بابًا إلى الجنّة، وألبسوه من الجنّة، ويفسح له فيه مدّ بصره"، وذكر الكافر إلى أن قال: "ويأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له مَن ربّك؟ فيقول: هاه هاه: لا أدري، فيقولان: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه، لا أدري، فينادي منادٍ من السّماء، أن كَذَبَ عبدي، فأفرشوه من النار، وألبسوه من النار، وافتحوا له بابًا إلى النار، قال: فيأتيه من حرها، وسمومها قال: فيضيق عليه قبره، حتى تختلف فيه أضلاعه" وفي رواية: "ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد، لو ضرب بها جبلًا لصار ترابًا"، قال: "فيضربه ضربة


(١) رواه الطبراني في "الأوسط" (٣٦٧٧) وفي "الصغير" (٤٩٥).
(٢) سنن أبي داود (٤٧٥٣).