للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي كان لك في النار، قد أنجاك الله منه، وأبدلك بمقعدك الذي ترى من النار، مقعدك الذى ترى من الجنة، فيراهما كلاهما، فيقول المؤمن: دعوني أبشر أهلي، فيقال له: اسكن. وأمّا المنافق، فيُقعد إذا تولَى عنه أهله، فيقال له ما كنت تقول في هذا الرّجل؟ قال: لا أدري، أقول ما يقول الناس، فيقال: لا دريت هذا مقعدك الذي كان لك في الجنة، قد أبدلك الله به مقعدك من النار" (١).

قال جابر: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يُبعث كل عبد على ما مات عليه (٢)، المؤمن على إيمانه، والمنافق على نفاقه" (٣).

وأخرج أيضا عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جنازة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "يا أيها الناس إن هذه الأمّة تبتلَى في قبورها، فإذا الإنسانُ دُفِن، فتفرق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق، فأقعده قال: ما تقول في هذا الرجل؟ فإن كان مؤمنًا قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمَّدًا عبده ورسوله. يُقال أو يقولُ: صدقت، ثم يُفتح له بابُ إلى النار فيقول: هذا منزلك لو كفرت بربك، فأما إذ آمنتَ، فهذا منزلُك فيفتح لَه بابٌ إلى الجنة، فيريد أن ينهض إليه، فيقول له اسكن، ويُفسح لَه في قبره، وإن كان كافرًا أو منافقًا يقول له: ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، سمعت


(١) رواه أحمد ٣/ ٣٤٦ (١٤٧٢٢)، والطبراني في "الأوسط" (٩٠٧٢). ورواه بنحوه عبد الرزاق (٣٧٤٤) و (٤٧٤٦). وهو صحيح بشواهده.
(٢) رواه مسلم (٢٨٧٨).
(٣) أبو يعلى (١٩٠١)، وابن حبان (٧٣١٣) و (٧٣١٩). وانظر تخريجه رقم (١).