للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مثل قدور النحاس، وأنيابهما مثل صياصي البقر، أي قرونها وأصواتهما مثل الرعد القاصف، فيجلسانه فيسألانه ما كان يعبد؟ ومَن كان نبيه؟ فإن كان ممّن يعبد الله قال: كنت أعبدُ الله، ونبيّي محمّد - صلى الله عليه وسلم - جاءنا بالبيّنات والهدى، فآمنّا واتبّعنا، فذلك فول الله عزّ وجلّ {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: الآية ٢٧].

فيقال له: على اليقين حَييت، وعليه متّ وعليه تبعث إن شاء الله، ثم يُفتح له باب إلى الجنة، ويوسّع له في حفرته، وإن كان من أهل الشكّ قال: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته، فيقال له: على الشكّ حَييت، وعليه متّ، وعليه تبعث، ثم يفتح له باب إلى النار، ويسلط عليه عقارب وتنانين لو نفخ أحدُهم في الدّنيا ما أنبتت شيئًا تنهشه، وتؤمر الأرض فتنضمّ عليه، حتى تختلف أضلاعه" (١).

وأخرج الإمام أحمد عن جابر، عن النّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ هذه الأمّة تبتلى في قبورها، فإذا دخَل المؤمن قبرَه وتولى عنه أصحابه، جاءه مَلك شديد الانتهار فيقول له: ما كنت تقول في هذا الرّجل؟ فيقول المؤمن: أشهد أنّه رسول الله، فيقول الملك انظر إلى مقعدك


(١) رواه الطبراني في "الأوسط" (٤٦٢٩)، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٣/ ٥٤ وقال: فيه ابن لهيعة وفيه كلام. وانظر فتح الباري ٣/ ٢٣٧ تنبيه: في الطبراني الأوسط "والنبي - صلى الله عليه وسلم -" وهي خطأ وفيه لفظة "ثعابين" بدل "تنانين".