للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مشغوف، ثم يقال له: فيم كنت؟ فيقول: كنتُ في الإسلام، فيقال: ما هذا الرّجل؟ فيقول: محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، جاءنا بالبينات والهدى من عند الله، فصدقناه، وآمنّا، فيقال له: هل رأيت الله؟ فيقول: ما كان ينبغي (١) لأحد أن يَرى الله، أي في الدّنيا فيفرج له فرجة قِبَل النار، فينظر إليها، يحطم بعضها بعضا، فيقال له انظر إلى ما وقاك الله، ثم يُفرج له فرجَة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها، وما فيها فيقال له: هذا مقعدك، ويقال له: على اليقين كنت، وعليه متّ، وعليه تُبعث إن شاء الله تعالى، ويجلس الرجل السّوء في قبره، فزعًا مشغوفًا فيقال له: فيم كنت؟ فيقول: لا أدري فيقال: ما هذا الرّجل؟ فيقول: سمعت الناس يقولون قولًا فقلته، فيفرج له فرجة قبل الجنة، فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له: انظر إلى ما صرف الله عنك، ثم يفرج له فرجة إلى النار، فينظرُ إليها يحطم بعضها بعضا، فيقال له: هذا مقعدك على الشكّ، كنت، وعليه متّ، وعليه تبعث إن شاء الله تعالى" (٢).

وأخرج الطبراني، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: شهدنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جنازة، فلما فرغ من دفنها وانصرف الناس، قال نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّه الآن يسمع خفق نعالكم، أتاه منكرٌ ونكيرٌ، أعينهما


(١) في (ب): (ما ينبغي).
(٢) رواه أحمد ٢/ ٣٦٤ (٨٧٦٩) و ٦/ ١٣٩، وابن ماجه (٤٢٦٢) و (٤٢٦٨)، والنسائي في "الكبرى" (١١٤٤٢)، وابن خزيمة في "التوحيد" ١/ ٢٧٦ - ٢٧٧.