للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرجَ الإمام أحمد عن بعض حفدة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن أبا موسى أوصاهم قال: إذا حفرتم فأعمِقوا قعره، أما إنّي والله لأقول ذلك، وإني لأعلم إن كنت من أهل طاعة الله ليفسحنّ لي في قبري، ولينوّرنّ لي فيه، ثم ليفتحن لي باب مساكني في الجنة، هما أنا بمساكني من داري هذه بأعلم بمساكني منها، وليأتينّي من روحها وريحها وريحانها، ولئن كنتُ من أهل المنزلة الأخرى، ليضيقنّ عليّ قبري ولتُهدَمنَّ عليّ الأرضُ، وليُفتَحنَّ بابُ مساكني من النار، فما أنا بمساكني من داري هذه بأعلم مني بمساكني منها، ثُمَّ ليأتيني من شررها، ودخانها (١).

وقد رُوي عَن مجاهد أن الموتى يفتنون في قبورهم سبعًا فكانوا يستحبون أن يطعم عنهم تلك الأيام (٢).

وسنذكر الكلام على هذا بعد إن شاء الله تعالى.

وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا أحمد بن بحير، حدثنا بعضُ أصحابنا قال: مات أخ لي فرأيته في النوم فقلت له ما كان حالك حين وضعت في قبرك؟ قال: أتاني آت بشهاب من نار، فلولا أن داع دعا لي، لرأيت أنه سيضربني به (٣).

* * *


(١) رواه أبو نعيم في "الحلية" ١/ ٢٦٣ بإسناد جيد.
(٢) روى ذلك أبو نعيم في "الحلية" ٤/ ١١ من قول طاوس ولا دليل على ذلك من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولم يصح عن أحد من الصحابة.
(٣) رواه ابن أبي الدنيا، وفي إسناده مجهول.