للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصنع بك، فيفسح له قبره مدّ بصره" (١).

وقال عبيدُ بن عمير: يجعلُ الله للقبر لسانًا ينطق به، فيقول: ابن آدم كيف نسيتني؟ أما علمتَ أني بيت الأكلَة، وبيتُ الدّود، وبيت الوحدة، وبيت الوَحشة (٢).

وقال محمد بن السمّاك الواعظ: بلغنا أن الرجل إذا وُضع في قبره فعذّب، أو أصابه بعض ما يكره ناداه جيرانه من الموتى، أيّها المُخلّف في الدنيا بعد إخوانه وجيرانه أما كان لك فينا مُعتبر أما كان لك في تقدّمنا إياك فكرة أما رأيت انقطاع أعمالنا عنا، وأنت في المهلة فهلا استدركت ما فات إخوانك قال: فتناديه بقاع القبر أيها المغتر بظاهر الدنيا، هلا اعتبرت بمن غيب عنك من أهلك، في بطن الأرض ممن غرّته الدنيا قبلك! ثم سبق به أجله إلى القبور، وأنت تراه محمولًا، تهاديه أحبته إلى المنزل الذي لا بدّ منه.


(١) رواه ابن المبارك عن أسيد بن عبد الرحمن ١/ ٤١.
(٢) رواه هناد في "الزهد" (٣٤١)، وأبو نعيم في "الحلية" ٣/ ٢٧١.