للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءنا بالبينات من عند ربّنا، فصدَّقناه واتبّعناه، فيُقال له: صدقت، على هذا حييت، وعليه متّ، وعليه تبُعث إن شاء الله، ويُفسح له في قبره مدّ بصره، وذلك قول الله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: الآية ٢٧] ويُقال: افتحوا له بابًا إلى النار، فيُفتح له باب إلى النار، فيقال: هذا منزلك لو عصيت الله، فيزداد غبطة وسرورًا، ويُقال: افتحوا له بابًا إلى الجنة، فيُفتح له، فيُقال: هذا منزلك وما أعدّ الله لك، فيزداد غبطة وسرور، فيُعادُ الجسد إلى ما بدأ منه التراب، وتُجعلُ روحه في النسيم الطيب، وهي طيرٌ خضرٌ تعلّق في شجر الجنَّة، وأمّا الكافرُ فيُؤتى في قبره من قبل رأسه، فلا يوجد شيء فيُؤتى من قبل رجليه، فلا يوجد شيء، فيُجلَّس خائفًا مرعوبًا فيُقال له: ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم؟ وما تشهد به، فلا يهتدي لاسمه، فيُقالُ: محمد [رسول الله] (١) - صلى الله عليه وسلم - فيقول: سمعتُ الناس يقولون أشياء فقلتُ كما قالوا، فيقال له: كَذَبْتَ على هذا حيِيتَ، وعليه متّ، وعليه تبعث إن شاء الله ويُضيّقَّ عليه قبره، حتى تَختلِفَ أضلاعُه فذلك قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه: الآية ١٢٤] فيُقال: افتحوا له بابًا إلى الجنة، فيُفتح له بابٌ إلى الجنَّة فيُقال: هذا كان منزلك وما أعدَّ الله لك، لو كنت أطعته، فيزدادُ حسرة وثبورا، ثمّ يُقال: افتحوا له بابًا إلى النار، فيُفتح له بابٌ إليها،


(١) من (ب).