للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يلتهب قبره منها نارًا، ويضيق عليه قبره، حتى تَختلفَ أضلاعه، وتُبعث عليه حيّاتٌ من (١) حيات القبر، كأعناق الإبل (٢).

وأخرج هنّاد في "الزهد"، وابن أبي شيبة، و [ابن] جرير وابن المنذر، وابن حِبّان في "صحيحه"، والطبراني في "الأوسط"، وابن مردوول والحاكم والبيهقي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده، إن الميت إذا وُضع في قبره، إنه يسمع خفق نعالهم، حين يُولّون عنه، فإذا كان مؤمنًا، كانت الصّلاةُ عند رأسه، والزكاة عن يمينه، والصومُ عن شماله، وفعل الخيرات والمعروف والإحسان إلى الناس من قِبَل (٣) رجليه، فيُؤتَى من قِبَل رأسه، فتقول الصلاة: ليس قِبَلي مدخل، فيُؤتى من قبل يمينه، فتقول الزكاة: ليس قِبَلي مدخل، ويُؤتى مِن قِبَل شِمالِه، فيقول له الصّوم: ليس قِبَلي مدخل، ثم يُؤتى من قِبَل رجليه، فيقول فعِل الخيرات والمعروف والإحسان إلى الناس: ليس قِبَلي مدخل، فيُقال له: اجلس فيجلس، وقد مثلت له الشمس، قد قربت للغروب، فيُقال له: أخَبرنا عمّا نسألك، فيقول: دعني حتى أصُلّي فيُقال: إنك ستفعل، فأخبرنا عمّا نسألك فيقول: عمّ تسألون؟ فيقالُ له: ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم؟ يعني النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فيقولُ: أشهد أنه


(١) قوله: (حياتٌ من) ليست في (ب).
(٢) الشريعة للآجري رقم (٨١١) وإسناده حسن.
(٣) قوله (قبل) سقطت من (ب).