للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أو أربع أولئك الاثنان ... وألحقوا ناكور مع [دوماني]

فقد أخبر رحمه الله تعالى أنّ الخبر فيه علّتان، أحدهما: الإرسال، والثانية: أنه ضعيف والله سبحانه وتعالى أعلم.

تنبيه: [قال أبو القاسم السعدي في كتاب "الرّوح" (١): ورد في الأخبار الصحاح أن بعض الموتى لا (تنالهم) فتنة القبرِ، ولا يأتيهم الفتانان وذلك على ثلاثةِ أوجه: مضاف إلى عمل، ومضاف إلى حال بلاءٍ نزل بالموتِ، ومضاف إلى زمانٍ.

أخرج النسائي عن راشد بن سعد، عن رجلٍ من أصحابِ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أنَّ رجُلًا قال: يا رسولَ اللهِ، ما بالُ المؤمنينَ يُفتنون في قبورِهم إلا الشهداء؟ قال: "كفى ببارقةِ السُّيوفِ على رَأسِهِ فتنةِ" (٢).

وأخرج الطبراني في "الأوسط" عن أبي أيوب رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَقي العدوَّ فَصَبَرَ حَتى يُقتلَ أو يغلِبَ لم يُفتن في قبرِهِ" (٣).

وأخرج مسلم عن سلمان الفارسي رضي اللهُ عنه قال: سِمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "رباطُ يومٍ وليلةٍ خيرٌ مِنْ صيامِ شهرٍ وقيامه وإنْ مات جَرى عليه عمله الذي كان يعمله وأُجريَ عليه رزقهُ وأَمِنَ مِنَ الفتَّان" (٤).

وأخرجَ الترمذي وصححه عن فضالةَ بن عبد الله، عن


(١) "شرح الصدور" ص ٢٠٤.
(٢) أخرجه النسائي ٤/ ٩٩، وفي الكبرى ١/ ٦٦٠، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (٢٣٠).
(٣) رواه الطبراني في "الأوسط" (٤١١٨) و (٨٢٤٣)، والحاكم ٢/ ١١٩ وفيه ضعف.
(٤) رواه مسلم (١٩١٣)، والنسائي ٦/ ٣٩، وابن حبان (٤٦٢٦) سيأتي في ص ٢٨٠.