للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قبض الله عبدًا من عبيده فوافق قبضه يوم الجمعة كان ذَلِكَ دليلًا لسعادته وحسن مآبه؟ لأنه لم يقبض في هذا اليوم العظيم إلا من كتب له السعادة عنده، فلذلك يقيه فتنة القبر؛ لأن سببها إنما هو تمييز المنافق من المؤمن. انتهى.

قلت: والمراد إن كان من أهل الإيمان والتقوى وإلا فكم من منافق يموت يوم الجمعة، وكم من فاسق وكافر ولا ينفعه ذلك، والأولى السكوت عن التعليل بل كان من أخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه أنه لا يسأل فليتلق بالقبول والتبجيل من غير ما تأويل ولا تعليل.

قال السيوطي (١): من مات يوم الجمعة فله أجر شهيد، فكان على قاعدة الشهداء في عدم السؤال.

كما أخرج أبو نعيم في "الحلية"، عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من مات يوم الجمعة، أو ليلة الجمعة، أُجير من عذاب القبر، وجاء يومَ القيامةِ وعليه طابع الشهداء" (٢).

وأخرج حميد في "ترغيبه" عن عطاء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلم أو مسلمة يموت ليلة الجمعة، أو يوم الجمعة، إلا وُقي عذاب القبر وفتنة القبر، ولقي الله ولا حساب عليه، وجاء يوم القيامة ومعه شهود يشهدون له، أو طابع (٣) " قال السيوطي (٤): وهذا الحديث


(١) "شرح الصدور" ص ٢٥٩.
(٢) "الحلية" ٣/ ١٥٥ وقال: غريب من حديث جابر ومحمد، تفرَّد به عمر بن موسى، وهو مدني فيه لين. قلت: عمر بن موسى قال فيه أبو حاتم: ذاهب الحديث كان يضع الحديث.
(٣) "تمييز الطيب من الخبيث" (١٤٦٢).
(٤) "شرح الصدور" ص ٢٠٩.