للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللحد، فلمّا فرغنا من لحده، إذا نحنُ بأسود قد ملأ اللحد، فحفرنا غيره، فلمّا فرغنا من لحده، فإذا نحنُ بالأسود قد ملأ اللحد، فتركناه وحفرنا له مكانًا آخر، فلمّا فرغنا من لحده إذا نحنُ بالأسود قد ملأ اللحد، فتركناه وأتيناك.

قال ابن عبّاس: ذاك عمله الذي يُعمل به انطلقوا فادفنوه في بعضها، فوالذي نفسي بيده، لو حفرتم الأرض كلها لوجدتموه فيه، فانطلقنا فدفنّاه في بعضها، فلما رجعنا قلنا لامرأته: ما كان عمله؟ ويحك" قالت: كان يبيع الطعام فيأخذ منه، قوت أهله، ثم يُقَرّض القصب مثله، فيُلقيه فيه.

قال الحافظ ابن رجب في كتابه "أهوال القبور" (١): وروى الهيثم ابن عديِّ حدثنا أبان بن عبد الله البجليّ قال: هلك جار لنا، فشهدنا غسله وكفنه وحمله إلى قبره وإذا في قبره شيء شبيه بالهرّ، فزجرناه فلم ينزجر، فضرب الحفار جبهته بِبَرمة، فلم يبرح فتحولوا إلى قبر آخر، فلمّا لحدوا فإذا هو فيه فصنعوا به مثل ما صنعوا أولًا، فلم يلتفت، فرجعوا إلى قبر ثالث، فلمّا لحدوا، فإذا ذلك الهر فيه، فصنعوا به مثل ما صنعوا أوّلا فلم يلتفت، فقال القوم: يا هؤلاء: إنّ هذا الأمر ما رأينا مثله، فادفنوا صاحبكم، فدفنوه، فلمّا سُوّيَ عليه


= والعمرة، وقال الحافظ في "الفتح" ١٢/ ٢٠٧: موضع خارج مكة من جهة طريق اليمن.
(١) "أهوال القبور" ص ١٠٦.