للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحدهما: ما شهد به العقل والفطرة.

والثاني: ما لا تُدركه العقول بمجردها كالغيوب التي أخبروا بها عن تفاصيل البرزخ، واليوم الآخر، والثواب والعقاب، ولا يكون خبرهم محالًا في العقول أصلًا، وكلُ خبر يُظن أن العقل يُحيله لا يخلو من أحد أمرين أن يكون كذبًا عليهم، أو فسادًا في ذلك العقل، وهو شُبهة خيالية، ظن صاحبها أنها معقول صريح، قال تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ} [سبأ: الآية ٦] إلى غير ذلك من الآيات، فالمؤمن المصدّق لِله ورسوله، يَنشرحُ صدره لما يتلقاه عنهما، كما قال تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ} [سبأ: الآية ٦]، {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (٥٧)} [يونس: الآية ٥٧] والمحال لا يشفي، ولا يحصل به هدى ولا رحمة، ولا يُفرح به وأمّا الذين في قلوبهم مرض، فلا يزدادون إلَّا رجسًا على رِجْسهم.

الأمر الثاني: أن يفهم عن الرّسول - صلى الله عليه وسلم - مُراده من غير غلوّ ولا تقصير ولا يُحمّل كلامه على ما لا يَحتمله، ولا يقصرُ به عن مراده، وعمّا قصده من الهدى والبيان، وبإهمال ذلك، حصل الضلال والعدول عن الصواب، بل سؤالهم عن الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أصلٌ لكل بدعة وضلالة، نشأت في الإسلام وما أوقع القدرية والمرجئة والخوارج والمعتزلة والجهمية والروافض، وسائر طوائف أهل البدع في الضلال إلَّا سؤالهم عن الله ورسوله، فلهذا تراهم حيارى لا