للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يهتدون لرب [يعبدونه أو أنهم يعترفون أن لهم ربًا ولكنهم بين الراضي والساخط، كما أنك ترى الجبرية يزعمون أن الذنب منه سبحانه وتعالى فينسبون القبيح له تعالى الله عن ذلك، وطائفة من الروافض تراهم سخاطًا لكون النبوة ما هي في علي رضي اللهُ عنه.

الأمرُ الثالث: أنَّ اللهَ سبحانه جعل الدور ثلاثًا: دارَ الدنيا. ودارَ البرزخِ، ودارَ القرارِ، وجعلَ لكلِّ دارٍ أحكامًا تختصُّ بها وركبَ هذا الإنسانَ من بدنٍ ونفسٍ وجعلَ أحكامَ الدنيا على الأبدانِ والأرواحِ تبعًا لها ولهذا جعلَ أحكام الشريعةَ مرتبةً على ما يظهرُ مِنْ حَركاتِ الإنسان والجوارحِ وإن أضمرتْ النفوسُ خلافهُ، وجعل أحكامَ البرزخِ على الأرواحِ والأبدانِ تبعًا لها فكما تبعت الأرواحُ الأبدانَ في أحكام الدنيا فتألمتْ بألمهَا والتذتْ براحتها وكانتْ هي التي باشرت أسبابَ النعيمِ والعذابِ فتبعت الأبدانُ الأرواحَ في نعيمهَا وعذابهَا. فإذا كان يوم محشر الأجساد وقيام الناس من قبورهم صار الحكم والنعيم والعذاب على الأرواح والأجساد ظاهرًا باديًا أصلًا.

وأن ما أخبر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من عذاب القبر ونعيمه وضيقه وسعته وكونه حفرة أو روضة مطابق للعقل وأنه حق لا مرية فيه.

الأمر الرابع: أن الله سبحانه جعل أمرَ الآخرةِ وما كان متصلا بها غيبًا وحجبها عن إدراك المكلفين في هذه الدار وذلك من كمال حكمتِه وليتميز المؤمنون بالغيبِ من غيرهم فأولُ ذَلِكَ أن الملائكةَ