قال المحقق رحمه الله ورضي عنه (١): حدثني صاحبنا أبو عبد الله محمد بن الرزين الحرّاني، أنه خرج من داره بعد العصر قاصدًا إلى بستان، قال لما كان قبل غروب الشمس، توسطت القبور، فإذا بقبر منها وهو جمرة نار مثل كور الحداد، والميت في وسطه فجعلت أمسح عيني وأقول، أنا نائم أم يقظان، ثم التفتّ إلى سور المدينة وقلت: والله ما أنا بنائم ثم ذهبتُ إلى أهلي وأنا مدهوش، فأتوني بطعام فلم أستطع أن آكل، ثم دخلت البلد فسَألت عن صاحب ذلك القبر، فإذا هو مكّاس قد تُوفي في ذلك اليوم.
قال: فرؤية هذه النار في القبر كرؤية الملائكة والجن، تقع أحيانًا لمن شاء الله أن يرَيهُ ذلك.
قال: وحدثني صاحبنا أبو عبد الله محمد بن مثناه السلامي التاجر، وكان من خيار عباد الله، وكان يتحرى الصدق، ويتجر؛ قال: جاء رجُلٌ إلى سوق الحدادين ببغداد، فباع مسامير صغارًا، المسمار برأسين فأخذها الحداد، وجعل يحمي عليها فلا تلين معه، حتى عجز عن ضربها فطلب البائع فوجده، فقال: من أين لك هذه المسامير؟ قال: لقيتها فلم يزل به حتى أخبره بأنه وجَدَ قبرًا مفتوحًا وفيه عظام ميت، منظومة بهذه المسامير قال: فعالجتها على أن أخرجها فلم أقدر، فأخذت حجرًا فكسرت عظامه، وجمعتها قال: