للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عثرتي، ودلني من حيرتي، وأعانني في شدتي، إن كنت قبلت دعوتي وقضيت حاجتي، وأنجحت طَلبَتي، فألحقني بأختي ثمَّ صاحت صيحة فارقت الدنيا رحمة الله عليها.

قال: ثم قامت الثالثة فنادت بأعلى صوتها: يا أيها الجبار الأعظم والملِك الأكرم، والعالم بمن سكت وتكلم؛ لك الفضل العظيم، والمُلك القديم، والوجه الكريم، العزيز من أعززته والذليل من أذللته، والشريف من شرفته، والسعيد من أسعدته، والشقي من أشقيته، والقريب من أدنيته، والبعيد من أبعدته، والمحروم من حرمته، والرابح من أوهبته، والخاسر من عذبته، أسألك بأسمك العظيم، ووجهك الكريم، وعلمك المكنون، الذي بَعد عن إدراك الأفهام، وغمض عن مناولة الأوهام، باسمك الذي جعلته على الليل فدجا، وعلى النهار فأضاء، وعلى البحار فزخرت، وعلى الجبال فدكدكت، وعلى الرياح فتناشرت، وعلى السموات فارتفعت، وعلى الأصوات فخشعت، وعلى الملائكة فسجدت، اللهم إني أسألك إن كُنت قضيت حاجتي وأنجحت طلبْتي، فألحقني بصويحباتي ثم صاحت صيحة فارقت الدنيا، رحمة الله عليها. انتهى ما ذكره القرطبي (١).

قال المحقق (٢): وهذا يعني كون الدعاء ونحوه، يكون سبب


(١) هذه القصة يشم من سبكها الوضع وفيها أمور منكرة من كشف الوجوه عند الأجانب، والتعري بين يدي الله تبارك وتعالى. كما في بعض الألفاظ اختلاف هنا وفي التذكرة في بعض الأحرف.
(٢) "الروح" ص ١٥٢.