للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

انقطاع عذاب القبر، كما يشفع الشافع في المتعذب في الدنيا، فيُخلَّص من العذاب بشفاعته؛ لكن هذه شفاعة قد تكون بدون إذن المشفّع عنده، والله سبحانه وتعالى لا يتقدم أحد بالشفاعة بين يديه، إلا من بعد إذنه، فهو الذي يأذن للشافع أن يشفع، إذا أراد أن يرحم المشفوع له، ولا يعتبر بغير هذا فإنه شرك وباطل، تعالى الله عنه {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة الآية: ٢٥٥]، {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: ٢٨]، فـ {مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} [يونس: ٣] {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سبأ: ٢٣]، {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الزمر: ٤٤].

وقد ذكر ابن أبي الدنيا (١) عن عبد الله بن نافع، قال: مات رَجل من أهل المدينة، فرآه رجل كأنه من أهل النار، فاغتم لذلك، ثم إنّه بعد ساعة أو ليلة [ثانية] (٢)، رآه كأنه من أهل الجنة فقال: ألم تكن من قلت إنك من أهل النار؟ قال: قد كان ذلك إلا أنه دُفن معنا رجل من الصالحين، فشُفّعَ في أربعين من جيرانه، فكنت أنا منهم، وتقدمت.

وفي كتاب"الروح" للمحقق (٣)، عن بشار بن غالب قال: رأيتُ رابعة العدوية في منامي وكنت كثير الدّعاء لها، فقالت لي: يا بشار بن غالب هداياك تأتينا على أطباق من نور، مخمرة


(١) "القبور" ص ١٢٨ (١٣٩).
(٢) كلمة "ثانية" ليست في (أ) وهي في (ب)، و (ط).
(٣) "الروح" ص ١٥٣.