للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالمناديل الحرير، فقُلت: وكيف ذاك؟ فقالت: هذا دعاء المؤمنين الأحياء إذا دَعوا للموتى، فاستجيب لهم، جُعل ذلك على أطباق من نوروخُمّر بمناديل الحرير، ثم إن الذي دعى له من الموتى يقال له: هذه هَديّة فلان إليك.

قال ابن أبي الدنيا (١): وحدثني عبد الله بن بجير [قال: حدَّثني بعض أصحابنا] (٢) قال: رأيت أخًا لي في النوم بعد موته، فقلت: أيصل إليكم دعاء الأحياء قال: أي والله مثل النور نلبسه والله الموفق.

فَإِنْ قُلْتَ: ما الأسباب الموجبة لعذاب القبر؟

فالجَوَابُ من وجهين: كما ذكره المحقق، مُجمل ومفصّل:

أمّا المجمل: فإنهم يُعذبون على جهلهم بالله، ومخالفتهم لأمره وارتكابهم لمعاصيه، فلا يُعذب الله روحًا عرفته، وأحبته وامتثلت أمره، واجتنبت نهيه، ولا بدنًا كانت فيه أبدًا فإن عذاب القبر، وعذاب الآخرة أثر غضب الله وسخطه على عبده، فمن أغضب الله وأسخطه في هذه الدار، ثم لم يتُب ومات على ذلك، كان له من عذاب البرزخ، بقدر غضب الله وسخطه عليه.

وأما الجواب المفصل: فقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - عن الرجلين اللذيين رآهما يعذبان في قبورهما، كان يمَشي أحدهما بالنميمة بين الناس، وبعدم التّنزّه من البول، فهذا ترك الطهارة، وذاك ارتكب سببًا مُوقعًا


(١) "ذكر الموت" ص ١٧٤ (٣١٠).
(٢) ليست في (أ) والمثبت من (ب)، و (ط).