للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الحافظ ابن رجب: روي باسناد ضعيف عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن عذاب القبر يرفع عن الموتى في شهر رمضان.

وحكى اليافعي في "رَوْضِ الرياحين" (١) عن بعض الأولياء قال: سألت الله أن يُريَني مقامات أهل المقابر، فرأيتُ في ليلة من الليالي القبور، قد انشقت وإذا منهم النائم على السندس، ومنهم النائم على الحرير والديباج، ومنهم النائم على الريحان، ومنهم النائم على السّرر، ومنهم الباكي ومنهم الضاحك، فقلتُ: يا رب: لو شئت ساويت بينهم في الكرامة فنادى منادٍ من أهل القُبور، يا فلان: هذه منازل الأعمال: أمّا أصحابُ السندس، فهم أهل الخُلق الحسن، وأمّا أصحابُ الحرير والديباج، فهم الشهداء وأمّا أصحابُ الريّحان، فهم الصائمون، وأمّا أصحابُ المراتب يعني السرر، فهم المتحابون في الله، وأمّا أصحاب البُكاء فهم المذنبون، وأمّا أصحابُ الضحك، فهم أهل التوبة.

وذكر اليافعي فيه أيضًا قال: بلغنا أن الموتى لا يُعذبون ليلة الجمعة، تشريفًا لهذا الوقت قال: ويُحتملُ اختصاص ذلك بعصاة المسلمين دون الكفار، وعَمَّم النّسفيُّ في "بحر الكلام"، فقال: إنَّ الكافر يُرفعُ عنه يومَ الجمُعة وليلتها، وجميع شهر رمضان، وأما المسلمُ العاصي، فإنه يُعذب في قبره؛ لكن ينقطع عنه يوم الجمعة


(١) "روض الرياحين" ص ١٩٧ - ١٩٨. وقد حذر أئمة الدعوة رحمهم الله تعالى من النظر في هذا الكتاب، انظر ص ٢٠٤.