للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَفوحُ علينا المسك كُلّما حفَرنا من قبره تُرابًا حتى انتهينا إلى اللّحد (١).

وبإسناده عن محمد بن شرحيبل بن حَسنة قال: أخذ إنسانٌ قبضةً من تراب قبر سعد، فذهب بها، ثم نظر إليها بعد ذلك فإذا هي مسك (٢).

وروى ابن أبي الدنيا بإسناده، عن يونس بن أبي الفرات قال: حفر رجل قبرًا، فقعد يستظل فيه من الشمس، فجاءت ريح باردة، فأصابت ظهره فإذا نقب صغير، فوسعه بأصبعه، فإذا هو ينظر مد البصر، وإذا شيخ مخضوب، كأنما رفَعت المواشطُ يديْها عنه، وقد بقي منْ أكفانه على صدره شيء.

وأمّا من شُوهدَ بدنُه طريّا صحيحًا وأكفانه عليه صحيحة، بعد تطاول المدة من غير الأنبياء عليهم الصّلاة والسلام، فكثير جدًا، منها ما ذكره ابن أبي شيبة، عن عروة بن الزبير قال: لما سقط جدارُ بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وعمرُ بنُ عبد العزيز رحمه الله على المدينة، انكشفَ قدم من القبور التي في البيت، فأصابها شيء فدَميت، ففزع من ذلك عمر بن عبد العزيز فزعًا شديدًا، فدخل عروة البيت فإذا القدم قدم عمر بن الخطاب فقال: لعمر لا تفزع، هي قدم عمر بن الخطاب،


(١) الطبقات الكبرى ٣/ ٤٣١، والسير الذهبي ١/ ٢٨٩ و ٢٩٥.
(٢) الطبقات الكبرى ٣/ ٤٣١، وابن أبي شيبة ٧/ ٣٧٥، وسير أعلام النبلاء ١/ ٢٨٩ و ٢٩٥، وأحمد في "فضائل الصحابة" (١٤٩٤).