للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأمر بالجدار فبُني، وردّه (١) على حاله (٢).

ومنها ما ذكره أبو القاسم البغوي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: كتب مُعاويةُ إلى عامله بالمدينة، أن يجري عينًا إلى أُحد، فكتب إليه عامله، إنها لا تجري إلَّا [على] (٣) قبور الشهداء فكتب إليه أن أنفذها، قال: سمعت جابرًا يقول: فرأيتهم يخرجون على رقاب الرجال، كأنّهم نُوَّمٌ حتى أصابتْ المسحاةُ قدم حمزة رضي الله عنه، فانبعثت دمًا (٤).

ورَوى الإمامُ مالك، عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، أنه بلغه أن عمروَ بنَ الجموح، وعبدَ الله بنَ عمرٍ والأنصاري كانا في قبر واحد، وهما ممن استشهد يوم أحد، فحفر السيلُ قبرَهُما فحفر عليهما؛ ليُغيَّرا من مَكانهما، فوُجدا لم يتغيّرا كأنهما ماتا بالأمس وكان أحدهما قد جُرح، فوضع يده على جُرحه، فَدُفن وهو هكذا فأشيلتْ يدُه عن جُرحه، ثم أرسلت، فرجعتْ كما كانت، وكان بين أُحد، وبينَ ما حُفر عليهما، ستٌ وأربعون سنة (٥).


(١) كذا في (أ)، والمثبت من (ب)، و (ط).
(٢) رواه البخاري بعد حديث (١٣٩٠)، وانظر "شعب الإيمان" (٤١٧٣)، والفتح ٣/ ٢٥٧.
(٣) ليست في (أ) والمثبت من (ب)، و (ط).
(٤) صفة الصفوة ١/ ٣٧٧.
(٥) رواه مالك في "الموطأ" ٢/ ٤٧٠ (١٠٠٥)، وانظر سير أعلام النبلاء ١/ ٢٥٥.