للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ناصُر السنة ابن الجوزي، قدَّس الله روحه: حدثني الشيخ أبو الحسن البرّادنسي عن بعض العدول، أن رَجلًا رأى في منامه قاضي القضاة: أبا الحسن الزَينبيّ فقال له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي وأنشد:

وإنّ امرأً ينجو من النار بعدما ... تزوَّد من أعمالها لسعيدُ

ثم قال: قلُ لِفلان وفلان - رجلان كانا وصيين له - لِمَ تُضيّقُونَ صدرَ فُلان وفلانة؟ فسمَّى ثلاث سراري كُنَّ له، قال: ولم أسمع بأسمائهن إلَّا في هذا المنام، فلقي الرجل الوصيين، فذكر لهما ذلك فقالا: سبحان الله" والله لقد كُنَّا البارحة في المسجد نتحدث في التَّضْييق عليهن

قال الإمام المحقق في "الروح": قال سعيد بن المسيب: التقى عبد الله بن سلام، وسلمان الفارسي، رضي الله عنهما، فقال أحدهما للآخر: إن مت قبلي فأخبرني ما لقِيتَ من ربك، وأنا إن مت قبلك، لقيتك فأخبرتك، فقال الآخر: وهل تلتقي الأمواتُ والأحياء؟ قال: نعم أرواحهم في الجنّةِ تذهبُ حيث شاءت، قال: فماتَ فلان فلقيه في المنام، فقال: توكل وأبشر فلم أر مثل التوكل قط (١).

وقال العباسُ عمُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضي عن العباس، كنُتُ


(١) رواه ابن المبارك في "الزهد" ص ١٤٤ من طريق سعيد بن المسيب، به. ورواه أبو نعيم في "الحلية" ١/ ٢٠٥ من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، فذكره. وصورة الروايتين الإرسال. وسيأتي رد لهذه القصة في ص ٣٦٩ من كلام ابن القيم رحمنا الله وإياه. وانظر "الروح" ص ٥٢.