أشتهي أن أرى عمرَ رضي اللهُ عنه في المنام، هما رأيته إلَّا عندَ قُرب الحَوْل فأريته يمسحُ العرقَ عن جبينه، وهُو يقولُ هذا أوانُ فراغي، إن كان عرشي ليُهَدُّ؛ لولا أني لقيتُ رؤوفًا رحيمًا (١).
وقال عبدُ الله بن عمر بن عبد العزيز، رحمهما الله تعالى: رأيت أبي في النوم بعد موته، كأنه في حديقة، فدَفع إليَّ تُفاحة، فأوّلتها الولد فقلت: أي الأعمال وجدت أفضل؟ قال: الاستغفارُ أي بُنيّ.
قال: ورأى مسلمة بن عبد الملك، عُمر بن عبد العزيز بعد موته فقال: يا أمير المؤمنين مع أيّ الحالات صرت بعد الموت؟
قال: يا مسلمة: هذا أوانُ فراغي، واللهِ ما استرحتُ إلَّا الآن، قال: قلتُ: فأين أنت يا أمير المؤمنين؟ قال: مع أئمة الهُدى في جنات عدن.
قال: ولمّا ماتَ الحسن بن صالح رآه عمّار بنُ سيف في المنام، فقال له: قد كُنت متمنيًا لقاك، فماذا عندك فتخبرنا به؟ فقال: أبشر فإني لم أر مثل حسن الظن بالله شيئا.
قال: ولما ماتت رابعة، رأتها أمرأةٌ من صاحباتها، وعليها حلةٌ من استبرق وخمار من سندس، فقالت لها: ما فعلت بالجبَّة التي كفنتك فيها؟ والخمار الصوف؟ قالت: والله إنه نُزع عَنّي، وأبدلتُ به هذا الذي ترين علي، وطُوِيَت أكفاني وخُتم عليها، ورُفعَتْ في عليين، ليكملَ لي ثوابُها يومَ القيامة، قالت: فقلت لها: كنتِ تعملين أيام الدنيا، فقالت: وما هذا عندما رأيت من كرامة الله لأوليائه؟ فقلتُ:
(١) رواه ابن سعد في "الطبقات" ٣/ ٣٧٥، والخبر في "صفة الصفوة" ١/ ٢٩٢.