فما فعَلت عبدة بنت أبي كلاب؟ فقالت: هيهات، سبقتنا والله إلى الدرجات العُلا، قلت: وَبِمَا وقد كنت عند الناس أعبد منها؟ فقالت: إنها لم تكن تبالي على أيّ حال أصبحت من الدنيا وأمست، فقلتُ: فما فُعِل ببشر بن منصور؟ قالت: بخ بخ، أعُطِيَ واللهِ فوقَ ما كانَ يؤمل، قلتُ: مريني بأمرٍ أتقرب به إلى الله، قالت: عليك بكثرة ذكر الله، فيوشك أن تغبطي بذلك في قبرك (١).
قال: وقال أبو يعقوب القاري/ ١٨٤/ رأيتُ في منامي رَجُلاً آدماً طويلاً، والناسُ يَتْبَعُونه، فقلتُ من هذا، قالوا: أوُيس القرني فاتبعته، فقلت: أوصني يرحمك الله، فَكَلَحَ في وَجْهي، فقلت: مُسترْشِد فأرشدني، رحمك الله، فأقبل عليّ فقال: اْبتغ رحمة الله عند محبته، واحذر نقمته عند معصيته، ولا تقطع رجاك منه في خلال ذلك، ثم ولىّ وتركني.
وقال ابن السماك: رأيت مُسعراً في النوم فقلت له: أيُّ الأعمال وَجدْتَ أفضل؟ قال: مجالس الذكر.
وقال الأجلح: رأيتُ سلمة بن كُهيل في النوم، فقُلتُ: أيُّ الأعمال وجدتَ أفضل؟ قال: قيامُ الليل.
وقال أبو بكر بن مريم: رأيتُ وفاء بن مريم بعد موتهِ، فقلتُ: يا وفاء ما فعلت؟ قال: نجوتُ بعد كل جهد، فقلتُ: فأيّ الأعمال
(١) الخبر في "صفة الصفوة" ٤/ ٣٠. وبعضه فيه في ٣/ ٣٧٧.