للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكوكب (١).

قال الإمام المحقق، في كتاب الروح: وكان شعبةُ بن الحجاج، ومسعر بن كدام، حافظين، وكانا جليلين، قال أبو أحمد "الترمذي": فرأيتهما بعد موتهما فقلتُ يا أبا بسطام: ما فعل الله بك؟ فقال: وفقك الله لما أقول:

حَباني إلهي في الجنان بقبة ... لها ألف باب من لجُين وجوهرا

وقال لي الرحمنُ يا شعبةُ الذي ... تحبَّر في جمع العلوم فأكثرا

تنعّمْ بقُربي إنني عنك ذو رضا ... وعن عبديَ القوَّام في اللّيل مسعرا

كفى مُسعر عزًا بأن سيزورني ... وأكشفُ عن وجهي الكريم لينظرا

وهذا فعالي بالذينَ تنسّكوا ... ولم يألفوا في سالف الدهر مُنكَرا (٢)

قال: وقال أحمد بنُ محمد اللبدي: رأيتُ الإمام أحمد بن حنبل في النوم فقلت: يا أبا عبد الله، ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، ثم قال يا أحمد ضُربتَ فيَّ ستين سوطا، قلتُ: نعم يا رب، قال: هذا وجهي قد أبحتك فانظر إليه.

وقال أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج: حدّثني رجلٌ من أهل طرسوس قال: دعوت الله عزّ وجل أن يُريني أهل القبور، حتى أسألهم عن أحمد بن حنبل، ما فعل الله به؟ فرأيت بعد عشر سنين في المنام، كأنّ


(١) رُوي نحو هذا الخبر في "تاريخ بغداد" ٩/ ١٧٣ و ١١/ ٤٥٧، وفي "سير أعلام النبلاء" ٧/ ٢٧٩، و"تهذيب الكمال" ٢٠/ ٥١٩.
(٢) الخبر في "سير أعلام النبلاء" ٧/ ٢٢٠ عدا البيت الأخير. وفي الروح "البريدي" بدلاً من "الترمذي".