بالسوط، حتى يقول القرآنُ مخلوق، قلتُ أنا في الحال: أحمد بنُ حنبل، قال: هوَذا فقلتُ واللهِ إن في نفسي أشياء كثيرة، أشتهي أن أسأله عنها، وكان على سرير وحول السرير خلقٌ قيام فأومأ إليّ: أن أجلسْ وسَلْ عمّا تريد: فمنعني الحياء من الجلوس، فقلت يا سيّدي: عادتي لا أرجِّعُ في الأذان، ولا أقنت في صلاة الفجر، غيرَ أني أجهر ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وأخشع فقال بصوتٍ رفيع عال: أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أتقى منك وأخشع، وأكثرهم لم يجهر بقراءتها، فقلت: عادتي ليلة الغيم أصوم، كما قال الإمامُ أحمد بنُ حنبل، فقال: اْعتقد ما شئت من أيّ مذهب تدين الله به، ولا تك مَعْمَعِيًا وأنا أُرعد.
فلما أصبحتُ أعلمْت من يصلي ورائي بما رأيت، وأخبرتهم أني حنبلي، ولم أجهر بعد ودعاني ذلك إلى أن قلتُ هذه القصيدة وهي قوله:
حقيقة إيماني أقولُ لتسمعوا ... لعلي به يومَ القيامة أرجع
إلى أن قال:
وعن مذهي إن تسألوا فابن حنبل ... به أقتدي ما دمت حيًّا أُمتَّعُ
وذكر القصيدة وهي طويلة مشهورة ذكرها الحافظُ في الطبقات وغيرهُ ممّن ترجَم الأصْحابَ واللهُ أعلم.
وذكر في "تنبيه الغافلين"، عن شيخ من أهل البصرة وكان من كبارِ الصالحين بها: أنه رأى الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه في النوم فقال: ما صنع اللهُ بك يا أحمد؟ فقال: رحمني وأكرمني، وحياني وقال: يا أحمد ادعُني بالدعوات التي كنت تدعو بها في دار الدنيا، فقلت: اللهم يا رب كل شيء، قال: صدقت يا أحمد أنا ربُّ كل