للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيء، قلتُ: بقدرتك على كل شيء، قال: صدقت يا أحمد أنا القادر على كل شيء، قلت: اْغفر لي كُل شيء، قال: يا أحمد غفرت لك كل شيء، قلت: ولا تسألني عن شيء، وفيه: فقلتُ: يا رب شفعني في أهل السُنّة قال: قد شفعتك فيهم، وأعطيتك سؤلك.

قُلْتُ وذكر هذه الرؤيا بنحو ما ذكرنا البيهقي، والحافظ ابن الجوزي، وغيرهما بغير زيادة فقلت: يا رب شفعني إلى آخره، والله أعلم.

وذكر الحافظ ابن رجب، في "طبقات الأصحاب" (١) في ترجمة، شَيخه الإمام المحقق ابن القيم، قدس الله روحه، قال: رأى شيخُنا قبل موته بمدة شيخَه شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه في النوم، فسأله عن منزلته فأشار إلى علوها فوق بعض الأكابر، ثم قال له: وأنت قد كدت تلحق بنا؛ لكن أنت الآن في طبقة ابن خريمة، فمات بعد تلك الرّؤيا رضي الله عنه.

وذكر الحافظ في "طبقات الأصحاب" (١) أيضًا في ترجمة حافظ الدنيا وإمامها: الحافظ عبد الغني، طيب الله ثراه عن الضياء المقدسي، رحمه اللهُ قال: سمعت الإمام أبا العباس أحمد بن محمد بن عبد الغني، سنة اْثنتي عشرة وستمائة، قال: رأيتُ البارحة الكمال، يعني: أخا عبد الغني، وكان تُوفّي في تلك السنة في النوم، وعليه ثوبٌ أبيض فقلت له: يا فلان أين أنت؟ قال: في جنة عدن قلت: أيهما أفضل الحافظ عبد الغني أو الشيخ أبو عمر؟ فقال: ما أدري، وأما


(١) (٢/ ٣١، ٤٥١).