للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحافظ فكل ليلة جمعة ينصب له كرسي عند العرش، ويقرأ عليه الحديث، وينثر عليه الدّرّ والجوهر، وهذا نصيبي منه، وكان في كمه شيء وقد أمسك بيده على رأسها.

وقال الإمام المحقق في الروح: قال أبو جعفر الضرير: رأيتُ عيسى بن زاذان بعد موته، فقلتُ: ما فعل الله بك؟ فأنشأ يقول (١):

لو رأيتَ الحسانَ في الخُلد حولي ... والأكاويب مَعَهن للشراب

يتمرغن بالكتاب جميعا ... يتمشين مُسبلات الثياب

ثم قال: والرؤيا الصحيحة أقسام منها إلهام، يلقيه الله سبحانه في قلب العبد، وهو كلام يكلم به الرب عبده في المنام، كما قال عبادة بن الصامت وغيره، ومنها مثلٌ يضربه ملك الرؤيا الموكل بها، ومنها التقاء رُوح النائم بأرواح الموتى من أهله وأقاربه وأصحابه وغيرهم، كما ذكرنا، ومنها عروج روحه إلى الله عز وجل وخطابها له، ومنها دخول روحه الجنَّة ومشاهدتها، وغير ذلك، فالتقاء أرواح الأموات والأحياء نوع من أنواع الرؤيا الصحيحة، التي هي عند الناس من جنس المحسوسات، وهذا موضع اْضطرب فيه الناس (٢).

وقد أخرج الإمام أبو عبد الله بن منده، الحافظ من الأصحاب في كتاب "النفس والروح"، بسنده عن ابن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما قال: لقي عُمرُ بنُ الخطاب عليَّ بن أبي طالب، رضي الله


(١) "الروح" ص ٦٢.
(٢) المصدر السابق ص ٦٣ - ٦٤.