قال: اْستأجرتني اْمرأةٌ من أهل الدنيا، على هدم دارٍ لها، وبنائها بمال معلوم، فلما أخذت في الهدم؛ لزمت الفعلة هي ومن معها، فقلت: مالك؟ قالت: والله ما لي إلى هدم هذه الدار من حاجة، لكن أبي ماتَ وكان ذا يسار كثير، فلم نجد له كثير شيء فخلتُ: أي ظننتُ أن ماله مدفون، فعمدت إلى هدم الدار، لعلي أجد شيئًا فقال لها بعض من حَضَرنا: لقد فاتك ما هو أهون من ذلك، قالت وما هو؟ قال: فلان تمضين إليه، وتسألينه أن يُبيت قصتك الليلة، فلعله يرى أباك، فيدلك على مكان ماله بلا تعب، فذَهبَت إليه، ثم عادت إلينا فزعمت أنه كتب اْسمها، واسم أبيها عنده، فلما كان من الغد، بكرت إلى العمل وجاءت المرأة من عند الرجل، وقالت: إنَّ الرجل قال لي: رأيتُ أباك وهو يقول: المال في الخبية، فجعلنا نحفر تحت الخبية، وفي جوانبها حتى لاح لي شق، وإذا المال فيه قال: فأخذنا في التعجب، والمرأة تستخف بما وجدت، وتقول: مالُ أبي كان أكثرَ من هذا، ولكن أعود إليه، فمضت فأعلمته، ثم سألته المعاودة، فلمّا كان من الغد، أتت وقالت: إنه قال لها إن أباك يقول لكِ: اْحفري تحت الجابية المربعة، التي في مَخْزن الزيت، قال: ففتَحت المخزن، فإذا بجابية مُرَبَّعة في الركن، فأزلناها وحفرنا تحتها، فوجدنا كوزاً كبيرًا، فأخذته، ثم دام بها الطمع في المعاودة ففعلت، فرجعت من عنده وعليها الكآبة فقالت: زعم أنه رآه وهو يقول له قد أخذتْ ما قُدّر لها وأما ما بقي فقد أخذه عفريت من الجن يحرسه إلى مَنْ قُدِّرَ له. والله أعلم.