للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البخاريُّ، عن سَمرة بن جُندبٍ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه رأى في منامه جبريل وميكائيل، أتياه فانطلقا به، وذكر حديثًا طويلاً وفيه: "وإذا روضة خضراء فيها شجرة عظيمة، وإذا شيخٌ في أصلها، حوله صبيان قال: فصَعَدوا بي للشجرة فأدخلاني داراً لم أر قط أحسن منها، فإذا فيها رجال شيوخ وشباب، وفيها نساء وصبيان"، وذكر الحديث وفيه قالا: "وأما الشيخ الذي رأيت في أصل الشجرة فذاك إبراهيم، وأما الصبيان (الذي) (١) رأيت فأولاد الناس" (٢).

وفي رواية "فكل مَولود ماتَ على الفِطرة، وفي رواية "ولد على الفطرة، وأمَّا الدَّارُ التي دخلت أولاً: فدارُ عامَّة المؤمنين، وأمَّا الدارُ الأخرى فدارُ الشهداء" واستدلّ الحافظُ بغير ما ذكرنا من الأحاديث، ولكنّا اْقتصرنا على المقاصد طلبًا للاختصار، مع وجود ما تلقح به الأفكار، والله الموفق.

قال الحافظ (٣): وذهبت طائفة إلى أنه يُشهَدُ لأطفال المؤمنين عموما أنهم في الجنَّة، ولا يُشهدُ لآحادهم كما يُشهدُ للمؤمنين عمومًا أنَّهم في الجنة، ولا يُشهدُ لآحادهم، وهو قول إسحق بن راهويه، نقله عنه إسحق بن منصورٍ وحربُ في مسائلهما.


(١) في (ب)، (ط): (الذين).
(٢) رواه أحمد (٥/ ٨ - ٩)، والبخاري (١١٤٣)، (٣٣٥٤)، (٤٦٤٧)، (٧٠٤٧)، وابن حبان (٦٥٥)، وابن خريمة (٩٤٢).
(٣) "أهوال القبور" ص ١٧١.