للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بعضهم بأنّ هذه الأرواح التي عن يمين آدم وشماله، هي أرواح بنيه التي لم تُخلق أجسادهم بعد، قال الحافظ وهذا في غاية البُعد، مع ما فيه من النزاع في أنّ الأرواح هَل خُلقت قبل الأجساد؛، أو بعدها على ما قدّمناه.

قال الحافظ: وقد وَرَدَ من حديث أبي هُريرة رضي الله عنه، ما يُزيل هذا الإشكال كله، في حديث الإسراء وفيه: "فدخل فإذا هو برجل تام الخلق، لم ينقص من خلقه شيء، كما ينقص من خلق الناس عن يمينه باب يخرجُ منه ريح طيبة، وعن شماله بابٌ يخرجُ منه ريح خبيثة، إذا نظر إلى الباب الذي عن يمينه ضحك واستبشر، وإذا نظر إلى الباب الذي عن شماله بكى وحزن، قال يا جبريل من هذا الرجل التام الخلق؟ الذي لم ينقص من خلقه شيء؟ وما هذان البابان، قال: هذا أبوك آدم - صلى الله عليه وسلم -، وهذا الباب الذي عن يمينه بابُ الجنة، فإذا نظر مَن يَدخُلُ من ذريته الجنة ضحك واستبشر، والباب الذي عن شِماله بابُ جهنم، فإذا نظر من يدخل من ذريته جهنم بكى، وحزن" (١) وذكر الحديث خرّجه بتمامه البزار في مسنده، والخلال وغيرهما، وفيه التصريح بأنّ أرواح ذريته في الجنة، والنار.

قال الحافظ: وهذا لا يقتضي أن تكون الجنة والنار في السماء الدنيا، وإنما معناه أن آدم في السماء الدنيا يُفتح له بابان إلى الجنة النار ينظر منهما إلى أرواح ولده فيهما وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -، الجنَّة


(١) رواه الطبري في تفسير أول سورة الإسراء آية (١) من حديث أبي هريرة أو غيره (على الشك) وإسناده ضعيف، وضعفه ابن حجر في الفتح (١/ ٤٦٢) بشرحه الحديث (٣٤٩) حيث قال: فهذا لو صح لكان المصير إليه ولكن سنده ضعيف. اهـ.