للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والنارَ في صلاة الكسوف، وهو في الأرض، وليست الجنة في الأرض، ورُوي أنه رآهما ليلة الإسراء في السماء، وليست النارُ في السماء (١).

ويؤيده حديث هارون العبدي مع ضعفه، عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، في حديث الإسراء الطويل، أن ذكر السماء الدنيا قال: "وإذا أنا برجل كهيئته يومَ خلقه الله، لم يتغير منه شيء وإذا هو يعرض عليه أرواح ذُرّيته، فإذا كان روح مؤمن قال: روح طيبة اجعلوا كتابه في عليين وإذا كان روح كافر قال: روحٌ خبيثة، وريح خبيثة اجعلوا كتابه في سجين، قلت: يا جبريل من هذا؟ قال: أبوك آدم" (٢).

وذكر الحديث ففي هذا: إنه يُعرض عليه أرواح ذريته في السماء الدنيا، وأنه يأمر بجعل الأرواح في مستقرها من عليين وسجين فدل على أن الأرواح ليس محل استقرارها في السماء الدنيا وزعم ابن حزم: أن الله خلق الأرواح جملة قبل الأجساد وأنه جعلها في برزخ وذلك البرزخُ عند منقطَع العناصر، يعني حيث لا ماء ولا هواء ولا نار، ولا تُراب وإنه إذا خلق الأجساد أدخل فيها تلك الأرواح، ثم يعيدها عند قبضها إلى ذلك البرزخ، وهو الذي رآها فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ليلة الإسراء به عند منقطع العناصر، أرواح أهل السعادة عن يمين آدم وأرواح أهل الشقاوة عن يساره، وذلك عند السماء الدنيا وأما أرواح الأنبياء والشهداء فترفع إلى الجنة، قال:


(١) "أهوال القبور" ص ٢٠١.
(٢) انظر: الصفحة السابقة لتخريجه، انظر ص (٣٧٣) ت (٢).