للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهذا القولُ قول جميع أهل الإسلام (١) (٢).

قال المحقق في الروح: قولهُ أي ابن حزم إن ذلك عند مُنقطع العناصر: لا دليل عليه من كتابٍ ولا سُنَّة، ولا يُشبه قول أهل الإسلام، والأحاديث الصحيحةُ تدلّ على أن الأرواح فوقَ العناصر في الجنة عند الله، وأدلّة القُرآن تدلّ على ذلك، وقد وافقنا ابن حزم على أنّ أرواح الأنبياء والشّهداء في الجنة، ومعلومٌ أن الصديقين أفضل من الشهداء، فكيف يكون روح أبي بكر وعبد الله بن مسعود، وأبي الدّرداء وحُذيفة بن اليمان، وأشباههم عند منقطع العناصر، وذلك تحت هذا الفَلَكِ الأدنى، وتحتَ السماء الدنيا وتكون أرواح شهداء زماننا وغيرهم فوق العناصر، وفوق السموات (٣) انتهى. وقال تلميذه الحافظ قوله: "وهذا قول جميع أهل الإسلام" (٤).

وأمّا قوله وقد ذكر محمد بن نصر المروزي عن إسحاق بن راهويه، أنه ذكر هذا الذي قلناه بعينه، قال: وعلى هذا أجمع أهل العلم فقال المحقق قلتُ محمد بن نصر المروزي، ذكر في كتاب الرد على ابن قتيبة في تفسير قوله: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ ....} [الأعراف: ١٧٢] الآية. الآثار التي ذكرها السلف من استخراج ذرية آدم من صُلبه، ثم أخذ الميثاق عليهم وردّهم في صلبه، وأنه أخرجهم


(١) جاء في هامش الأصل: لا نعرف ما قاله في هذه عن أحدٍ من أهل الإسلام غيره فكيف يكون قوله جميع أهل الإسلام؟
(٢) "أهوال القبور" ص ٢٥٢.
(٣) "الروح" ١٧٩ - ١٨١.
(٤) "أهوال القبور" ص ٢٠٢، انظر ت (١) لتمام الكلام.