للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مثل الذّر؛ وأنه سبحانه قسمهم قسمين، إذ ذاك إلى شقي وسعيد، وكتب آجالهم وأرزاقهم وأعمالهم وما يصيبهم من خير وشرّ، ثمّ قال: قال إسحق: أجمعَ أهلُ العلم أنها الأرواح قبل الأجساد، استنطقهم {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} الآية [الأعراف: الآية ١٧٢] قال المحقق: هذا نصُّ كلامه قال: وهو كما ترَى لا يَدل على أنّ مستقر الأرواح ما ذُكر بوجه من الوجوه، بل ولا يدل على أنّ الأرواح كانت قبل خلق الأجساد، بل إنما يدلّ على أنه سبحانه أخرجَها فخاطبها ثم ردها إلى صلب آدم، والله أعلم. هذا كلام المحقق، وأما الحافظ فقال: ليس هذا يعني: ما حكاهُ ابن حزم من جنس كلام المسلمين، إنما هو من جنس كلام المتفلسفة، ورَدّ الحافظ ما أخرجه ابن جرير في كتاب الآداب (١)، أنه قال سلمان لعبد الله بن سلام إن مِتّ قبلي فأخبرني بما تلقى، دمان مِتُ قبلك أخبرتك بما ألقى، فقال له الناس: يا عبد الله كيف تخبر وقد متّ؟ قال: ما روح تقبض من جسد إلاّ كان بين السماء والأرض، حتى يُردَّ في جسده الذي أخذ منه، بأن هذا لا يثبت وهو منقطع، وقد سبقت رواية ابن المسيب (٢) لهذه القصّة، بغير هذا اللفظ، وهو الصحيح وقالت طائفة: تجتمعُ في الأرض التي قال الله فيها {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} الآية [الأنبياء: ١٠٥].

وهذا كما قال المحقق: إن كان قاله تفسيرًا للآية فليس هو تفسير


(١) "أهوال القبور" ص ٢٥٣.
(٢) سبقت ص ٣١٣.