للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تكن بعد المفارقة روح تنعم ولا تعذب ولا تصعد ولا تنزل ولا تمسك، ولا ترسل وأي قول أفسد من هذا القول؟ فإنه مخالف للعقل والكتاب والسُّنة والفِطرة وهذا لم يَقُل به أحدٌ مِنْ سلفِ الأُمة ولا أئمة الإسلام. انتهى.

وقال في "الإفصاح" (١): المنَعَّم على جهات مختلفة.

منها: ما هو طائر في شجر الجنَّة. ومنها: ما هو في حواصل طير خضر. ومنها: ما يأوي في قناديلٍ تحت شجر العرش. ومنها: ما هو في حواصل طير بيض. ومنها: ما هو في حواصل طير كالزرازير، ومنها: ما هو في أشخاص صور من صور الجنَّة. ومنها: ما هو في صورة تخلق من ثواب أعمالهم. ومنها: ما تسرح وتتردد إلى جثثها وتزورها. ومنها: ما تتلقى أرواح المقبوضين وممن سوى ذلك ما هو في كفالة ميكائيل ومنها: ما هو في كفالة آدم، ومنها: ما هو في كفالة إبراهيم.

قال القرطبي: وهذا قول حسن يجمع الأخبار حتى لا تتدافع (٢). وارتضاه السيوطي أيضًا، وقال: قلت: ويؤيده ما في حديث الإسراء عند البيهقي في الدلائل وابن مردويه من رواية أبي سعيد الخدري


(١) شبيب بن إبراهيم ونقل عنه هنا ونسبه إليه الحافظ ابن حجر في الفتح (١١/ ٣٧٦) وقال أبو الحسن بن حيدرة صاحب الأفصاح. وأبو الحسن: كنية شبيب بن إبراهيم، وحيدرة: جده كما في ترجمته. اهـ من التذكرة (٦٢).
(٢) "التذكرة" ص ٤٣٨.