للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ودخُول الروح أمر دون ذلك (١).

قال النسفي في "بحر الكلام": الأرواح على أربعة أوجه: أرواح الأنبياء تخرج من جسدها، وتصيرُ مثل صورتها، مثل المسك والكافور، وتكونُ في الجنة تأكل وتشرب وتتنعم، وتأوي بالليل إلى قناديل معلقة تحت العرش.

وأرواح الشهداء تخرج من جسدها، وتكون في أجواف طير خضر في الجنة، تأكلُ وتتنعم، وتأوي بالليل إلى قناديل معلقة تحت العرش.

وأرواح المطيعين من المؤمنين بَربَض الجنة، لا تأكل ولا تتمتع، ولكن تنظر في الجنة.

وأرواح العصاة من المؤمنين تكون بين السّماء والأرض في الهواء.

وأما أرواح الكفار، فهي في سجين، في جوف طير سود تحت الأرض السّابعة، وهي متصلة بأجسادها، فتعذب الأرواح وتتألم الأجساد منه، كالشمس في السماء ونورها في الأرض (٢). انتهى.

هذا وقد ثبت أنّ أرواح المؤمنين المطيعين تتنعم من الجنة، وما قاله يحتاج إلى دليل، على أنَّه قد تقدم رد كلام من زعم أن أرواح المؤمنين ليستْ في الجنَّة فليتنبه له والله أعلم.


(١) "الروح" ص ١٦٣ - ١٦٤.
(٢) "شرح الصدور" ص ٣٢٥.