للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرج أيضًا عن إسماعيل بن راشد قال: حجَّتِ امرأةُ فماتت في بعض المنازل، فلما كان القابل حجّت أختٌ لها فماتت في ذلك المنزل، فجهزوها وأخرجوها ليدفنوها فبينا هم يطلبون قبر أختها، وإذا رجل قد أسري ليلته، فأتى القبور، فرمى بنفسه فنام فيها فاستيقظ فقال: ما تطلبون قالوا: قبرًا قال: هو تحتي (١) [قالوا: وما علمك؟ قال: سمعت قائلًا: يقول:

يا منينا يا منينا ... أنعم الله بالظعينة عينا

نفسًا ما نفست من نفس القـ ... ـبر وبمسراك يا منين إلينا

لم نلق بعدكم يا منينا رخاء ... أقبل الدهر بالرخاء علينا

قال: فدفنت إلى جنب أختها.

وأخرج أبو نعيم، عن عمر بن عبد العزيز، أنه كان يقول في موعظة له طويلة، يذكر فيها أهل القبور: أليسوا في مدلهمة ظلماء، أليس الليل والنهار سواء؟ (٢).

وقال أبو العتاهية يبكي على نفسه في مرثية:

لأبكين على نفسي وحق ليه ... يا عين لا تبخلي عني بعبرتيه

لأبكين فقد بأن الشباب فقد ... جد الرحيل عن الدنيا برحلتيه

يانأي منتجعي يا هول مطلعي ... يا ضيق مضطجعي يا بعد شقتيه

المال ما كان قدامي لآخرتي ... ما لا أقدم من مالي فليس ليه

لأبكينَ فيبكين ذوو ثقتي ... قبل الممات وإخواني وإخوتيه (٣)


(١) سقطت من (أ) ورقتان. وأتممناها من (ب).
(٢) حلية الأولياء ٥/ ٢٦١.
(٣) "أهوال القبور" ص ٢١٣: ٢١٥.