الذهاب إلى بلادي، قال: فأرتني نجمًا في السّماء وقالت: دِرْ على هذا النجم باللّيل وأكمن بالنهار، فإنه يُلقيك إلى بلادك، ثم زوَّدَتنْي وانطلقتُ، فسرتُ ثلاث ليال أسيرُ بالليل وأكمن بالنهار، فبينا أنا اليوم الرابع مكمن فإذا الخيل فقلت: طُلبت فأشرفوا علي، فإذا بأصحابي المقتولين على دواب معهم آخرون على دواب شهب، فقالوا: عُمير؟ قلت: عُمير، فقلت: أوليس قد قُتلتم قالوا: بلى، ولكن الله نشر الشهداء، وأذن لهم أن يشهدوا جنازة عُمر بن عبد العزيز، فقال لي بعض الذين معهم: ناولني يدك يا عُمير فناولته يدي، فأردفني خَلفه ثم سرنا سيرًا ثم قذف بي قذفة وقعتُ قرب منزلي بالحيرة من غير أن يكون لحقني شيء.
ومنها ما ذكره الإمام ناصر السنة الحافظ ابن الجوزي في "عيون الحكايات"، بسنده عن أبي علي البربري، وهو أوّل من سكن طرسوس، حين بناها أبو سليم قال: إن ثلاثة إخوة من الشام كانُوا يغزون، وكانوا فرسانًا شُجعانًا فأسرهم الروم مرة فقال الملك إني أجعل فيكم المُلك، وأزوّجكم بناتي، وتدخلون في النصرانية، فأبَوا وقالوا:[يا محمد](١)، فأمر بثلاث قدور، فصُبَّ فيها الزيت ثم أوقد تحتها ثلاثة أيام يعرضون في كل يوم على تلك القدر، ويُدعَوْن إلى النصرانية فيأبون، فألقي الأكبر في القِدر، ثم الثاني ثم أدنى الأصغر فجعل يفتنه عن دينه بكل أمر، فقام إليه علج فقال: أيُّها المَلِك أنا أفتنُه عن دينه قال: بماذا قال:
(١) ليس لها معنى إلَّا إذا كان الاستغاثة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه لا يجوز؟