للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فحاصروه، فجاءت الأنصارُ إلى الباب، وقالوا: يا أميرَ المؤمنين إن شئت كنا أنصارًا لله مرّتين، فقال: لا حاجة لي في ذلك كُفّوا، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عهدَ إليَّ عهدًا، وأنا صائر إليه وجاء عليّ كرّم الله وجهه في جماعةٍ من بني هاشم، يريدُ نصره، فقال عثمان رضي الله عنه: كُلُّ من لي عهد في ذمته يكف عن القتال.

فأخذ عليّ عمامته أي عمامة نفسه رضي الله عنه، فرمى بها في صَحن داره وقال: ذلك ليعلمَ أني لم أخنه بالغيب، وأن الله لا يهدي كيد الخائنين.

ومنعوه الماء العذب، فأرسل عليٌّ الحسن والحسين، وعبد الله بن جعفر في فئة من بني هاشم بثلاث قرب من الماء، فحالوا دونهم فحملوا عليهم حتى جُرحَ الحسنُ أو الحسين رضي الله تعالى عنهما، فسال الدم على وجهه وأوصلوه الماء، فلمّا رأوا ذلك، خافوا بني هاشم، وتركوا الباب، ونقبوا البيت من ظهره، وكان عنده في الدار عبيده الكثيرون، فأرادوا أن يمنعوا عنه فقال: من أغمد سيفه فهو حر ومنعهم من ذلك، وكان ممّن دخل عليه الدار: محمدُ بنُ الصديق رضي الله عنهما، فذكر له عثمان بعض مناقبه في الإسلام، وقال: أنشدك الله ألم تعلم ذلك؟ فيقول محمد: نعم، ثم قال: والله يا ابن أخي لو رأى أبوك مكانك لساءه ذلك، فبكى محمد وخرج ولم يحدث شيئا، ثم دخل عليه جماعة فقتلوه في أوسط أيام التشريق، والمصحف بين يديه سنة خمس وثلاثين من الهجرة، عن ثمان وثمانين سنة من