للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مولده، وقيل: عن تسعين، ورجحه النووي في "تهذيبه" (١)، وقيل اثنان وثمانون. وحكى الواقدي فيه الاتفاق وكانَ ذلك يومَ الجُمعة وقيل: ليلة الجمعة وقيل يوم الأربعاء لثمان عشرة من ذي الحجة، وقيل: يوم التروية، وقيل: لليلتين بقيتا من ذي الحجة، وقيل في أوسط أيام التشريق، كما ذكرناه آنفًا، وقيل أكثر من ذلك، وقيل أقل.

قال ابن عبد الدايم البرماوي: وكان يومئذ صائمًا، ويُروى أنه كان يقرأ في المصحف، فوقعت قطرة من دمه، أو قطرات على قوله تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: ١٣٧] واختلفوا فيمن باشر قتله، فقال كثير لا يُعرف، وقيل: الأسود النخشي من مصر، وقيل: جبلة بن الأيهم من مصر، وقيل: سودان بن حمدان وقيل رومان اليماني، ورومان رجل من بني أسد بن خريمة، وقيل قتله اثنان، وقيل غير ذلك.

وقال ابن باطيش، في كتاب "مزيل الشبهات"، فيما نقله السيوطي في "تنوير الحوالك" عن عبد الله بن سلام قال: أتيت عثمان وهو محصور، فقال: مرحبًا يا أخي رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذه الخوخة، فقال: يا عثمان حصَروك؟ قلت: نعم. قال: عطشوك؟ قلتُ: نعم. (فأدلى) (٢) لي دلوا فيه ماء فشربت حتى رويت، حتى أني الآن لأجد برده بين ثدي، وبين كتفي، فقال: إن شئتَ نُصِرتَ


(١) "تهذيب الأسماء واللغات" (١/ ٣٢٢).
(٢) في الأصل: فأدلا.