للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تسامع الناس بذلك تركوا طلحة، فلم يعدلوا به طلحة ولا غيره، ثم أرسل إلى طلحة والزُبير فبايعاه، ثم أنهما ندما على خذلان عثمان، فطلبوا منه أن يقتل قتلة عثمان، فلم يجبهما وذلك لأن قاتله كان غير معلوم، أو كان ينتظر أولياء عثمان أن يتحاكموا إليه (١) إن قلنا أن قاتله معلوم أو ترك ذلك لما علم أنه يترتب عليه فتنة واختلاف كلمة المسلمين ثم إن طلحة والزبير استأذنا عليّا في العمرة، فأخذ عليهما عهودًا وأذن لهما فلقيا عائشة رضي اللهُ عنها فاتفقا معها على الطلب بدم عثمان، وكان يعلى بن أمية عامل عثمان على صنعاء، وكان عظيم الشأن عنده وكان متمولًا فقدم حاجًا فأعانهما بأربعمائة ألف دينار، وحمل سبعين رجلًا من قريش، واشترى لعائشة جملًا يقال له عسكر بثمانين دينار (٢).

وقال ابن عبد البر (٣): بمائتي دينار. قال القرطي في "التذكرة" (٤) وهو أصح انتهى ..

فكان علي رضي اللهُ عنه يقول: أتدرونَ ممن ابتليتُ بأطوعِ النّاسِ في النَّاسِ: عائشة، وأَدْهَى النَّاسِ: طلحة، وأشد النَّاس: الزبير، وأثرى النَّاس: يَعلى بن أمية، فتوجهوا إلى البصرة فنزلوا بعض


(١) الصفحة التالية ساقطة من (أ) واستدركناها من (ب) و (ط).
(٢) انظر "الإشاعة" (١٤).
(٣) "الاستيعاب" في ترجمة (يعلى بن أمية) ٤/ ١٥٨٧.
(٤) ص ٦٣٦.