للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرج الإمام أحمد والطبراني، عن أبي رافع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لِعليّ: "سيكون بينك وبين عائشة أمرٌ"، قال: فأنا أشقاهما يا رسول الله قال: "لا، ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها" (١).

وأخرج أبو نعيم عن طاوس (بسند (٢) صحيح) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لنسائه: "أيتكن تنبحها كلابُ حوأب؟ " فضحكت عائشة رضي الله عنها متعجبة، فقال: "انظري، لا تكوني أنتِ يا حميراء" والحوأب: بفتح المهملة وسكون الواو وبعدها همزة ثم موحدة هو ماءٌ لبني عامر، كما تعرفه.

ومُلخص وقعة الجمل على ما ذكره الحافظ ابن حجر، ملتزمًا صحّة ذلك أو تحسينَه هو أنه لما كان الغد من قتل عثمان رضي الله عنه، خرج عليّ رضي الله عنه، ومعه سفيان الثقفي فدخل المسجد، فإذا جماعَة على طلحة، فخرج أبو جهم بن حذيفة، فقال: يا علي، ألا ترى؟ فلم يتكلم ودخل بيته فأتى بثريد فأكل، ثم قال: يُقتل ابن عمي، ويُغلب على ملكه فخرج فأتاه الناس وهو في سوق المدينة فقالوا له: ابسط يدك فقال: حتى يتشاور الناس، فقال بعضهم: لئن رَجع الناس إلى أمصارهم بقتل عثمان، ولم يقم بعده قائم لم يُؤمن الاختلاف وفساد الأُمَّة، فأخذ الأكثر بيده، فبايعوه، وذهب إلى بيت المال ففتحه، فلما


(١) أحمد (٦/ ٣٩٣) الطبراني (١/ ٣٣٢) وذكره الهيثمي (٧/ ٤٧٤) وقال رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله ثقات.
(٢) في الأصل بخط مغاير: (هذا مرسل)، والحديث أخرجه نعيم في الفتن (١/ ٨٤).