للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجب سنة ست وثلاثين، وشيعها عليّ على أميال، وأمشى بنيه معها يومًا. انتهى.

وذكر الحلبي أنّ عليّا لبّس النّساء في زيّ الرجال، قال لأهل البصرة: إنها امرأة نبيكم في الدنيا والآخرة رضي الله عنها. انتهى، وقال في "الإشاعة" (١): ولمّا ولّى الزّبير - يعني حين القتال - تبعه عمرو بن جرموز فقتله، وجاء بسيفه إلى عليّ فأخذه فنظر إليه وقال: أما والله لرُبّ كربة قد فرجها صاحب هذا السيف عن وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وذكر في "التذكرة" عن الزبير رضي الله عنه أنه لما قال له عليّ ما قال، قال: اللهم إني ما ذكرت هذه إلَّا الساعة، وثنى عنان فرسه لينصرف، فقال له ابنه عبد الله رضي الله عنه: إلى أين؟ قال: أذكرني عليٌّ كلاما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: كلا ولكنك رأيتَ سيوفَ بني هاشم حدادًا، يحملها رجال شدادٌ قال له: ويحك تعيرني بالجبن، هلم الرمح، فأخذ الرمح وحمل في أصحاب عليّ، فقال عليٌّ: أفرجوا للشيخ فإنه محرج فشق الميمنة والميسرة وانقلب ثم رجع وقال لابنه: لا أمّ لك، أيفعل هذا جبان؟ وانصرف وقامت الحرب على ساق وبلغت النفوس التراق، واشرأب البلاء وهُدرت الدماء حتى مَلأت القتلى ذلك الفلا ثم فرجت عن ثلاث وثلاثين ألف قتيل، وقيل سبعة عشر ألفًا، فيهم من الأزد أربعة آلاف، ومن ضبة ألف ومائة، وباقيهم من سائر الناس كلهم من أصحاب عائشة رضي الله عنها، وقتل فيها من أصحاب عليّ نحوًا من ألف رجل، وقيل أقل، وقَطع عَلىَ


(١) ص ١٦.