للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خطام الجمل سبعون يدًا من بني ضبّة، كلما قطعت يد رجل أخذ الزمام آخر وهو ينشد:

نحن بنو ضبّة أصحاب الجمل ... ننازل الموت إذا الموت نزل

والموت أشهى عندنا من العسل

وكانت الراية على الجمل وكانوا قد لبّسوه الأدراع، وكان قتالهم من ارتفاع النهار يوم الخميس إلى قريب العصر، لعشر ليال خلت من جمادى الثاني سنة ست وثلاثين (١).

قال في الإشاعة (٢): واستأذن على في كرَّم الله وجهه ابن جرموز، فأبطأ عليه الإذن فقال: أنا قاتلُ الزبير. فقال عليّ: أبقتل ابن صفيّة تفتخر؟ فلتتبوّأ بالنار، إنه حواريّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قاتل ابن صفية في النار" (٣).

قال: وجاء عمر بن طلحة رضي الله عنهما عليّا كرّم الله وجهه، فقال: مرحبًا بابن أخي إني لم أقْبِضْ مالكم لآخذه، ولكن خفتُ عليه من السفهاء، فخذ مالك، إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير من الذين قال الله فيهم {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ


(١) "التذكرة" ص ٦٢٠ - ٦٢١. وكل ما سبق ينظر "الإشاعة" (١٤ - ١٥).
(٢) ص ١٦.
(٣) رواه ابن أبي عاصم في "السنة" ٢/ ٦١٠، والخلال ٢/ ٤٢٦، وأبو نعيم ٤/ ١٨٦، والبيهقي في "الاعتقاد" ١/ ٣٧٣، وأخرجه الحاكم ١/ ٣٦٧ وصححه.