يوم صفين خمسة وثلاثين ومائة وألف، وكان أهل العراق عشرين أو ثلاثين ومائة ألف، ذكره الزبير بن بكار بسنده عن محمد بن عَمرو بن العاص، وكان ممن شهد صفين وأنكى فيه وهو يقول:
قال ابن شهاب: فأنشدت عائشة رضي الله عنها هذه الأبيات فقالت: ما سمعت شاعرًا أصدق شعرًا منه، قال ابن دحية أبو الخطاب: قوله: بل نرى أنْ نضارب. أن: هنا مخففة من الثقيلة، محذوفة الاسم تقديره أننا نُضارب، وقوله كفعل الخادرات أي الأسود: يُقال أسد خادر كأن الأجمة له خِدر، فمعناه أنهم لا يُدبرون كالأسود التي لا تُدبر عن فرائسها؛ لأنها قد ضُريت بها ودربت عليها، والدربة الضَراوة، يقال: درب يَدْربُ ورفع الدرائب لأنها بدل من الضمير في يُدبروا هم قال ابن دِحية: والإجماع مُنعقد أن
(١) في (ب): (الذوائب) بدلًا من (الدرائب) ثم جاءت على الصواب بعدها باسطر.