للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يظهر أحدٌ في الكوفة خلافه فسار الحسن عليه السلام إلى معاوية بكتائب أمثال الجبال، يريد الشام وخرج إليه معاوية يريد الكوفة، وأرسل عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة إلى الحسن - رضي الله عنه -، يطلب الصلح، فقال الحسن - رضي الله عنه -: إني أحقن دماء المسلمين، وأنزل عن الخلافة لمعاوية ولكن إنا بنو عبد المطلب، قد أصبنا من هذا المال أي جُبلنا على الكرم والتوسعة على أتباعنا، حتَّى صار لنا عادة، فلا نقدر على الغُلة وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها أي: العسكرين الشامي والعراقي وقد قُتل بعضهم من بعض فلا يكفون إلا بالصفح وعدم الانتقام.

قالا: فإنَّه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويسألك، قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به، فكتب إليه معاوية: أن اطلب ما شئت، واشرط فإني أوفى لك بذلك، وأرسَل إليه ورقا بياضا، وختم في أسفله، وقال: اكتب ما شئت، فشرط الحسن - رضي الله عنه - أشياء منها: أن يكون له بيت مال الكوفة، وأن يكون له خراج دار أبجرد (١)، وأن تكون الخلافةُ بعد معاوية له ولأخيه الحسين، وفي رواية للمسلمين، يولّون من شاءوا، وأن لا يتعرض لأهل العراق، ولا ينتقم منهم، فنزل الحسن وبايعه.

فقال معاوية: تكلم يا حسن فقام فحمد الله وأثنى عليه وقال:


(١) ذكرها ياقوت في موضعين (دار ابجرد) (درابجرد) ص ٢/ ٤١٩، ٤٤٦.