للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أتيت الحسنَ بنَ عليّ بعد رُجوعه إلى المدينة، فقلت له: يا هلاك المؤمنين، فكان ممّا احتج به عليٌّ أنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تذهب الأيام والليالي حتى يجتمع أمر هذه الأمّةِ على رجل واسع السّرم، ضخم البلعوم، يأكل ولا يشبع" (١)، وهو معاوية فعلمت أن أمر الله واقع، قال في النهاية: السرم: الدبر، والضخم: العظيم، ومعناه الشديد الذي يملك الأرضَ كلها.

قال في "الإشاعة" (٢): وهو على حقيقته فإن معاوية دعا عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، "أن لا يُشبع الله بطنه" (٣)؛ لأنه أرسل يطلبه ليكتب، فقالوا: يأكل، ثم بعث آخر، فقالوا: يأكل. فدعا عليه، فكان يأكل ولا يشبع، كذا زُعم.

وملخص القِصة أنه لما رجع أمير المؤمنين عليّ كرّم الله وجهه من قتال الخوارج، وتجهز للشام كما مر، قُتل رضي الله عنه في سابع عشر من شهر رمضان، وهو خارج لصلاة الصبح، قتله أشقى الآخِرين، عبدُ الرحمن بن مُلجم عليه غضب رب العالمين، كما هدم ركن الدين الأعظم، وقبح الله كل من مدحه، ضربه الخبيث بسيف مسموم على جبهته، فأوصله دماغه وذلك ليلة الجمعة، سابع عشر رمضان سنة أربعين فبويع للحسن بالخلافة.


(١) الفتن لنعيم بن حماد (٤٢٢) والعقيلي في الضعفاء الكبير (٢/ ١٧٥).
(٢) ينظر هذا وما بعده ص ٢٠.
(٣) مسلم (٢٦٠٤).