للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عشرة، فكان كذلك فقال: اطلبوا رجلًا صفته كذا وكذا، أي: وذكر من نعته أنَّ له ثدي كثدي المرأة فطلبوه، فوجدوه على النعت الذي ذكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رجل: الحمد لله الذي أبادهم وأراحنا منهم، فقال عليّ رضي الله عنه: كلا، والذي نفسي بيده إن منهم لمن في أصلاب الرجال، لم تحمله النساء بعد، وليكونن آخرهم لِصاصًا جرادين.

وفي "الإشاعة" (١) عن ابن عمرو مرفوعًا: "يخرج ناس من المشرق يقرءون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، كلما قُطع قرن نشأ قرن، حتى يكون آخرهم يخرج مع المسيح الدجال" (٢).

وقال ابن عمر رضي الله عنهما، منْ قتلَهُ الحرورية فهو شهيد، وعن الحسن قال: لمّا قَتل عليّ الحرورية قالوا: من هؤلاء يا أمير المؤمنين؟ أكفّار هم؟ قال: من الكفر فرُّوا، قيل: فمنافقون؟ قال: إن المنافقين لا يذكُرون الله إلَّا قليلا، وهؤلاء يذكرون الله كثيرا، قيل: فما هُم؟ قال: قومٌ أصابتهم فتنة فعَمُوا فيها وصموا. قال في الإشاعة: ومن بقايا هؤلاء القرامطة، وهم الباطنية والإسماعيلية وفتنتهم مشهورة أهلكوا العبادَ والبلاد والله أعلم.

ومنها (٣): نزولُ أمير المؤمنين الحسن بن عليّ رضي الله عنهما لمعاوية رضي الله عنه عن الخلافة. أخرج أبو نعيم عن سفيان قال:


(١) هذ وما قبله وبعده (١٩ - ٢٠).
(٢) رواه أحمد ٢/ ١٩٨، ٢/ ٢٠٩ والطيالسي ١/ ٣٠٢ (٢٢٩٣)، ونعيم بن حماد في "الفتن" ٢/ ٥٣٢ (١٥٠٦)، وأبو نعيم في الحلية (٦/ ٥٣ - ٥٤).
(٣) "الإشاعة" ص ٢٠.